الخميس، 28 أبريل 2011

تطـور فن التراجم والسير



تعريف الترجمة:فـن نثري يتناول التعريف بحياة أحد الأعلام في مجـال العلـم أو الأدب أوالسياسة…ويتعرض فيها إلى نسب المترجم له ومولده وطفولته وتعليمه وعوامل نبوغه ومواقفه وأهم مآثره وظروف وفاته وقد تسلط الضوء على بيئته السياسية والاجتماعية والفكرية لتبين مدى تفاعله معــها.2/ تعريف السيرة هي ترجمة مطولة تختلف عن الترجمة من حيث الطول واستيفائها جميع جوانـب حياة صاحب السيرة ويمكن أن تعرض السيرة في أكثر من جزءواحد ومن أمثالها سيرة "النبي"(ص) لابن هشام وتنقسم الترجمة والسيرة إلى نوعين - ذاتية تعرف بحياة الكاتب نفسه- موضوعية تعرف بأحد الأعلام.تطور فن التراجم والسير:في الأدب العربي القديم:عني العرب والمسلمون بكتابة تراجم مشاهير الرجال عناية بالغة واحتفوا بوضع السير المطولة حتى بلغت بهم العناية بذلك أن ألفوا كتبا في تواريخ البلدان لنشأتها وتطورها و عمرانها ويضيفون لذلك البلد من ولدوا فيها أو نشأوا فيها أو وفدوا إليها…وقد فاقت التراجم العربية القديمة من حيث كثرتها وضبط أسمائها وتحقيق أنسابها وذكر مصادر أخبارها غيرها من التراجم في الآداب الأجنبية قديما وحديثا…ولقد كانت سيرة الرسول( ص) أولى السير باهتمام الكتاب والمؤرخين لذلك عكفوا عليها يتقصون أخبارها ويدونون أحداثها لما فيها من القدوة الحسنة للمسلمين فمنهم من يفيض في الحديث عن غزواته ومنهم من يعرض لشمائله ومنهم من يجعل من سيرته محورا تدور حوله أحداث التاريخ الإسلامي وأشهر سير النبي القديمة سيرة إبن هشام المتوفى سنة(213ه) والمسماة (سيرة الرسول ص) وسيرة إبن سعـد المتوفى سنــة(230)والمسماة (الطبقات الكبرى). ولم يقتصر كتاب السير علىسيرة النبى(ص) ففي القرن الثالث الهجري ألف أحمد بن يوسف بن الداية(سيرة أحمد بن طولون) وفي مطلع القرن الخامس صنف أبو النصر الكتبي سيرة السلطان محمود الغزنوي ووضع ابن الجوزي سيرة عدة عظماء أمثال(عمر بن الخطاب،عمر بن عبد العزيز،أحمد بن حنبل…)وقد ترجم بعض الكتاب للشعراء والأدباء لغايات علمية وأدبية حيث ألف إبن قتيبة كتاب (الشعر والشعراء) وترجم فيه لمائتين وستة شعراء ،كماألف إبن سلام (طبقات فحول الشعراء) الذي يعد من أهم المصنفات في تراجم الشعراء و ألف أبو الفرج الأصفهاني (الأغاني) و الثعالبي(يتيمة الدهر). وتختلف التراجم القديمة من حيث الطول والقصر تبعا لاعتبارات تتعلق بثقافة المترجم وأهمية المترجم له فياقوت الحموي ترجم في كتابه(معجم البلدان) لحياة أسامة بن المنقذ الأمير المجاهد في نحو ستين صفحة وترجم لغيره في أربعة أسطر فقط…وقد كان كتاب التراجم في الأول وفي بادئ أمرهم يتحرون إيراد أسانيدهم ومصادر أخبارهم ثم أسقطوا هذه الأسانيد مراعاة للاختصار وكان منهم الكثير ممن التزم الموضوعية ودعا إلى التقيد التام بالحقيقة تقيداً صارماوقد عنى المترجمون بتاريخ وفاة الأعلام فألفوا في ذلك مصنفات كثيرة منها(وفيات الأعيان)لابن خلكان وإذا استعرضنا كتب التراجم في الأدب العربي القديم رأينها لا تجري في ترتيب الأعلام على نهج واحد إذ يختار كل مؤلف التي يجدها أوفى بالعرض وأسهل بالتناول وعموما فقد جرى بعضهم على ترتيب حروف المعجم ولقد ازدهرت الكتابة فيما بين نهاية القرن الثاني الهجري والقرن العاشر ثم عرفت مرحلة من الركود خلال عصر الضعف انتهت باحتكاك العرب بأوروبا في القرن التاسع عشر وقد كان هذا الاحتكاك واحدا من العوامل التي ساعدت على قيام نهضة عربية شاملة في كل الفنون الأدبية . في الأدب العربي الحديث:في مطلع القرن العشرين ظهرت طائفة من الكتاب حملت على عاتقها مسؤولية تطوير فن التراجم وهكذا لم يعد هذا الفن جمعا للأخبار في غير ترتيب وتبويب ولا تحليل ولا تركيب وإنما أصبح فنا مستقلاً لـــه قواعده وضوابطه ، فلقد رأى كتاب التراجم أن العبرة ليست في جمع الأخبار ولكن في عرضها في حلة أدبية أنيقة وتحليلها وفق ما توصلت إليه العلوم الحديثة لتسليط الضوء على الجوانب الخفية من حياة المترجم له. وقد ظهر هذا التحول في فن السيرة وفي مصنفات الثلث الثاني من القرن العشرين حيث ألف كل من محمد حسين هيكل ،العقاد في سيرة الرسول(ص) وأبي بكر وعمر(ض) …ثم أخذت شخصيات التاريخ الإسلامــي من الصحابة والتابعين والخلفاء والملوك والعلماء والأدباء ،تعرض بأقلام جديدة تستمد حقائق التاريخ من المصادر القديمة وتعرضها وتحللها على ضوء علم النفس وعلم الاجتماع وتبين العوامل الفاعلة بين المترجم له وعصره . ولقد كتب بعض الأدباء تراجمهم الذاتية كأحمد أمين ( حياتي )، طه حسين ( الأيام ) ، العقاد كتابه المسمى (أنا).خصائص السيرة والترجمة: ايرات الاحداث وفق تسلسلها الزمني – نقد الاخبار بعرضها على المنطق – عرض الروايات المختلفة المختلفة ان وجدت – اعتماد النمط القصصي – تحري الموضوعية وتغليب العقل – مع التقيد الصارم بالحقيقة . الترجمة:تتناول الترجمة تعريف المترجم ،اسمه،كنيته،نسبه،ونشأته،وتعلمه،المناصب التي شغلها ونواحي تأثيره في محيطه.الاعتماد على الآثار المادية لتوكيد الأحكام الصادرة لصالح المترجم له أو ضده.الاستعانة بدراسات علم النفس والاجتماع لتفسير المواقف والسلوكات وابراز العواطفذعرضها في حلـة جميلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق