الخميس، 28 أبريل 2011

تطور الشعر الموضوعي الملحمي


تعريف الشعر الموضوعي : ينقسم الشعر الموضوعي الى ثلاثة أقسام :الشعر القصصي : يتناول قصة حدثت في الواقع أو يحتمل حدوثها بقدرمن التفصيل معتمدا عناصر القصة من حوار وسرد ووصف .الشعر المسرحي : وهو كل شعر يتناول قصة تعتمد على الحوار وتمثل على خشبة المسرح وتنقسم الى ملهاة ومأساة وأوبرا الشعر الملحمي : وهو شعر يتناول بطولات امة أو شعب يروي أخبارها ويصف معاركها ويعدد خوارقها ومعجزاتها .

2/ تطور الشعر الموضوعي : تطور الشعر الموضوعي في الادب العربي القديم :لقد كان الشعر العربي في معظمه شعرا غنائيا وجدانيا ولذلك فقد خلى تقريبا من أنواع الشعر الموضوعي ويمكن تحديد الاسباب التي أدت إلى عدم ظهور الشعر الموضوعي في الشعر العربي القديم إلى عوامل ثلاث :العامل العقائدي :مع أن العرب احتكوا باليونان وثقافتهم ونقلوا منها الكثير إلى اللغة العربية وخاصة الفلسفة والرياضيات فإنهم لم تعرفوا ولم يعربوا شيئا من آدابها بطابعها الوثني الذي يتناقض مع العقيدة الإسلامية .العامل الحضاري : ويتمثل في عدم الاستقرار السياسي والمدني في الحياة العربية والذي هو اصل من أصول ازدهار الشعر الموضوعي والتمثيل منه خاصة .العامل الأدبي : ويتمثل في طغيان النزعة الغنائية الذاتية على مجموع الإنتاج الأدبي القديم ورغم هذه الأسباب فقد عرف الأدب العربي القديم بعض الموضوعات الشعرية التي تتسم ببعض السمات للشعر الملحمي والقصصي . مثل : من قصص الكرم للحطيئة و قصة وفاء السموأل للأعشى كما نظم إبان اللاحقي في العصر العباسي قصص كليلة ودمنة شعرا ولكنها نماذج قليلة لا تمثل ظاهرة أدبية .3/ تطو الشعر الموضوعي في الأدب العربي الحديث :كان الشيخ خليل اليازجي أول من ألف مسرحية شعرية سماها ( المروءة والوفاء ) غير ان الشعر المسرحي بقي كما كان إلى أن أتيح له أحمد بيك شوقي حيث نهض به نهضة حديثة 1927 وقدم مجموعة من المسرحيات الشعرية منها : ( كيلو بترا ) (عنترة ) (علي بيك الكبير) ( مجنون ليلى ) ويعد شوقي بحق أول من طوع الشعر العربي للمسرح وتفنن في توزيع الأوزان والقوافي وكان من المتأثرين بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي من حيث اقتباس مسرحيات من التاريخ العربي القديم واختيار أبطالها من علية القوم واحتفاؤه باللغة الراقية .ثم جاء بعده عزيز أباظة واتخذ من شوقي أستاذا له يسير على آثاره ومن اهم مسرحياته العباسة أخت الرشيد ) ( الناصر ) ( قيس ولبنى ) ( شهريار ) . ويرى بعض النقاد أن مسرحيات عزيز اباظة التاريخية أقوى من الناحية الفنية .غير أن المسرح الشعري لم يمضي قدما إلى الأمام لأن الفنون الأدبية الأخرى نافسته و لانه لم يلق رواجا وإقبالا كافيا من الجمهور بسبب سمو مستواه اللغوي وكذلك كان الأمر مع الشعر الملحمي الذي لم يظهر إلا في النصف الأول من القرن العشرين واشهر رواده ( شفيق المعلوف ) في مسرحيته ( عبقر )و (جميل صدقي الزهاوي ) ( ثورة في الجحيم ) و (محمد محمد توفيق ) ( الملحمة ) ( أحمد محرم ) ( الملحمة الإسلامية ) ( مفدي زكريا ) ( إلياذة الجزائر ) .
4/ خصائص الشعر الملحمي :خصائص الشعر القصصي : من خصائصه توفره على عناصر الفنية الأساسية للقصة:السرد : ويشتمل على أحداث تقديم القصة .الوصف :يهتم بإبراز سمات الشخصيات والبيئة .الحوار : ويكشف عن الشخصيات ويجري بينها .خصائص الشعر المسرحي :وهو عبارة عن قصة تعتمد الحوار وتكتب من أجل التمثيل أمام الجمهور وأهم عناصرها : العرض : ويتم فيه عرض الفعل المسرحي العـقدة : وهي تأزم الحكاية المسرحية الحل : وهو الانفراج الكامل للعقدة .خصائص الشعر الملحمي :ينقسم إلى صنفين :الملاحم الغربية واليونانية القديمة : وتتميز فيها الأسطورة بالحقيقة والخيال بالواقع ويقوم بصناعة أحداثها وأبطال خرافيون آلهة ونصف آلهة .مثل : ( إلياذة هوميروس ).الملاحم العربية المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية أو جوانب من حياة شعوبها متقيدة بالأحداث التاريخية ومقتصرة على الشخصيات التي كان لها الأثر في صناعة الأحداث مثل : ( إلياذة الجزائر ) . وقد تميزت بكونها لم تعرض حوادث خارقة أو صورت مخلوقات خرافية وإذا كان الطابع الموضوعي يغلب على الملاحم الغربية القديمة بحيث لا تكاد تعكس شخصية الشاعر ف‘ن الملاحم العربية الحديثة يغلب عليها الطابع الغنائي إذ يتحدث فيها الشاعر إليك ويعبر عن إحساسه وآرائه.

1 التعليقات:

شكرا على هذه المعلومات المفيدة ....
جزاكم الله خيرا

إرسال تعليق